فند الدكتور موسى الجويسر- المدرب والاستشاري في علم أنماط الشخصية من دولة الكويت- الحقيقة العلمية القائلة أن زواج الأقارب سبب للأمراض الوراثية!، متهمًا من يقرن ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية بزواج الأقارب بالمخطئ، مؤكدًا أنَّ المرض الوراثي لا يعرف زواج أقارب، أو زواج من غير الأقارب، موضحًا أنَّ الأمراض الوراثية ترتفع لدى الجماعات التي تتزوج من بعضها البعض كما الحال عند اليهود الذين ترتفع لديهم نسبة الأمراض الوراثية دون غيرهم لهذا السبب.
وإنًّه قبل تحميل زواج الأقارب الذنب، يجب أن يكون المجتمع مدركا أنَّ لكل من الرجل والمرأة حقوقا قد كفلها الدين الإسلامي، وأنَّ الممارسات الشاذة من قبل أحد الأفراد للعادات وللموروثات الاجتماعية يجب أن لا يجعلنا نجرم عليه هذه العادات والقيم، بل علينا محاربة الممارسات الشاذة، لافتًا إلى أنَّه يجب تصحيح مفهوم أنَّ ليس كل من اقترن بابنة عمه قد ارتكب مصيبة!، وأنَّ زواج الأقارب أمر إيجابي لأنه نوع من أنواع الارتباط العائلي، مشددًا على ضرورة عدم اعتبار زواج الأقارب منبعا للمشاكل الأسرية التي تحدث، لأن الزواج يعتمد على الرجل والمرأة وليس على صلة قرابتهما بعضهما البعض..
واتهم الدكتور الجويسر تأثير الدراما العربية على مسار الأسرة العربية، معتبرا إياها بالمدمرة، سيما وأن من يقوم عليها من غير المتخصصين، كما أنه لا توجد خطة إستراتيجية لنوعية القضايا التي يتم تناولها، منتقدا في هذا الصدد المسلسلات التركية التي بالفعل قدمت صورة مغايرة عن الواقع لوضع الأسرة العربية.
وعلل الدكتور الجويسر سبب تفاهة الدراما العربية حيال تصويرها لحال الأسرة العربية، لاقتدائها بالثقافة الغربية التي اتخذتها كقائد ودليل، متناسية نقاط القوة بالثقافة العربية بحجة إننا شعوب نامية فاختلطت رغبتنا بالتطور بتدمير كل ثوابت مجتمعاتنا، وهذا ما حدث معنا كشعوب ومجتمعات عربية، قائلًا: (نحن نريد الآن أن نعود للثوابت الحقيقية وثوابت المجتمع والدين، ونريد أن نعطيها صبغة الحداثة، وأنَّ الأخلاق بزمن العولمة تختلف عن زمن الصحراء، فالأخلاق لا تتغير ولكن ممارستها هي التي تختلف وتتطور، كما أننا نريد أن نقدم الدليل المادي إن هذه حقائق وممارسات حقيقية، وليس كلاما يدغدغ المشاعر أو كلاما في الهواء ونريد تقديم دليل علمي ملموس في أيسر صورة، كما في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا، بشروا ولا تنفروا، مؤكدا أنَّ التجربة الإنسانية أثبتت صلاحيتها ونجاحها لكل المجتمعات لأنها معتمدة على ثوابت وقيم ملموسة، وإنما قلبت الطاولة عندما لجأنا للثقافة الغربية!!).
والتحديات التي تواجه الأسرة الآن تختلف تماما عما كان في الماضي، مؤكدًا الحاجة لنشر ثقافة جديدة تعتمد على دليل علمي وممارسات واقعية، بعيدا عن المعلومات التي ليس لها أساس من العلم والتي شوهت تفكير الشباب والفتيات وهي للأسف موجودة كثيرا على مواقع الإنترنت، ووسائل الإعلام.
وحول شكوى النساء من خيانة الزوج.. أكدَّ الدكتور الجويسر أنَّ هذا ليس بالأمر الصحيح، لأنَّ قضية الخيانة مرتبطة بالرجل وليس بمجتمع، والكبت تفسير خاطئ لواقع، بل على العكس فهناك إثارة مع عدم التصريف وليس كبتا، فالإعلانات إثارة، ووسائل الإعلام إثارة ثم تطلب من الرجل أن يسير بملائكية؟، فالأساس أن نتعامل مع المشكلة.
وأنَّ فكرة المجتمعات العربية أصبحت تنظر لموروث الثقافة الغربية بالثقافة الملائكية، بالرغم من أنَّ العالم الغربي يحمل بذور فساد أضعافًا مضاعفة ولا تقارن بمجتمعات عربية، فالخيانة مثلا، تعتبر سلوك طبيعي في الرجل والمرأة الغربية.
الشرق 18/4/2010م.
الكاتب: د. الجويسر، ضمن أمسية.
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية.